مؤتمر عالمي لليونسكو بشأن المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على الإنترنت
مؤتمر عالمي لليونسكو بشأن المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على الإنترنت
افتتح مؤتمر عالمي لليونسكو حول المعلومات المضللة وخطاب الكراهية بعنوان "الإنترنت لبناء الثقة" الأربعاء في باريس بحضور ممثلين عن حكومات وشركات عاملة في المجال الرقمي والمجتمع المدني، وفق وكالة "فرانس برس".
وأكدت اليونسكو أن المؤتمر بمثابة استجابة لدعوة إلى التحرّك أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لمكافحة نشر المعلومات المضللة والتنكّر لحقائق مثبتة علميًا.
ويشارك آلاف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم من ممثلي حكومات وهيئات تنظيمية وشركات عاملة في المجال الرقمي وجامعات، بالإضافة إلى المجتمع المدني في الاجتماع يومي الأربعاء والخميس في مقر اليونسكو في باريس أو يتابعون المؤتمر عبر الإنترنت.
وتطرق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في رسالة باللغة الإنجليزية قرأها سكرتير الأمن الرقمي في وزارة الاتصالات البرازيلية جواو برانت خلال المؤتمر، إلى اقتحام آلاف من أنصار الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو القصر الرئاسي والكونغرس والمحكمة العليا في برازيليا في 8 يناير.
وحث الرئيس لولا المجتمع الدولي على التحرك "من الآن" ضد حملات الكراهية على الإنترنت.
وقال لولا في الرسالة: "شاهد العالم هجمات متطرفين" على مؤسسات عامة في برازيليا.
وأضاف: "ما حدث في ذلك اليوم كان تتويجاً لحملة بدأت منذ وقت طويل، واستخدمت الكذب والتضليل كذخيرة"، واستهدفت "الديمقراطية ومصداقية المؤسسات البرازيلية".
وأكد لولا أن “رعاية الحملة وتنظيمها ونشرها تم من خلال منصات رقمية عديدة وتطبيقات رسائل”، وتابع: “يجب أن يتوقف ذلك”، وقال: "يجب على المجتمع الدولي من الآن فصاعدًا أن يعمل على تقديم استجابة فعالة لهذه المسألة المعقدة في عصرنا"، معتبرا أن الاستجابة يجب "تنسيقها على مستوى متعدد الأطراف".
وأعرب عن أمله في أن يكون هذا الاجتماع بداية لحوار واسع "لبناء بيئة رقمية أكثر عدلاً وتوازناً".
ومن المتحدّثين في المؤتمر الصحفية الفيليبينية ماريا ريسا الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي كانت إحدى أشد منتقدي الرئيس الفيليبيني السابق رودريغو دوتيرتي وأساليبه العنيفة في الحرب على المخدرات، والذي تولى السلطة من 2016 إلى 2022.
وأكدت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان أن الدعاوى المرفوعة ضدها تُعتبر رمزًا للمضايقات التي تتعرض لها الصحافة المستقلة في بلادها.
وقالت: "ها هي المشكلة: هناك الكثير من الناس مثلي!". وأضافت: "الكثير من الأشخاص يقاتلون كل يوم لمجرد القيام بعملهم.. وبدون الوقائع، لا توجد حقيقة، وبدون الحقيقة لا توجد ثقة، وبدون الثلاثة لا حقيقة مشتركة، ولا ديمقراطية".
وأوضحت أنه في ذروة حملة المضايقات التي تعرضت لها، كانت تتلقى 98 رسالة كراهية في الساعة.
وقالت إن "60 بالمئة من العنف على الإنترنت" الذي يستهدفها ترمي إلى "تقويض مصداقيتها كصحفية" و"40 بالمئة منها تهجمات شخصية" خصوصًا لأنها امرأة، وشتائم مبتذلة و"دعوات للاغتصاب والقتل".
وتجري اليونسكو مشاورات عالمية منذ سبتمبر بهدف تحديد مبادئ توجيهية مشتركة وعالمية ستنشرها "بحلول منتصف عام 2023"، و"ستستخدمها بعد ذلك حكومات وهيئات تنظيمية وقضائية والمجتمع المدني ووسائل إعلام وشركات رقمية".
عنصرية وكراهية
وأدانت الأمم المتحدة مؤخرا "الاستخدام المتزايد للمصطلحات العنصرية وخطاب الكراهية والتحريض"، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى "مساءلة أعمق خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي"، في مواجهة عبارات الكراهية المستخدمة خاصة ضد الأفارقة.
وتشهد العديد من المدن الأوروبية مؤخرا تصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين والمهاجرين وبعض الأقليات الدينية، وعلى رأسها المسلمون، بعد أزمات الطاقة والتضخم الناجمة عن الحرب الأوكرانية، واشتكى بعض اللاجئين العرب والأفارقة مؤخرا من بعض التذمر والعنصرية التي يتعرضون لها في المدن الأوروبية، ولاحظوا ارتفاع وتيرتها في الأشهر الأخيرة.